#آسيا الوسطى #الزراعة #تقنيات توفير المياه #الري بالتنقيط #الزراعة المستدامة #تغير المناخ #الحفاظ على المياه #أوزبكستان #الفاو #ابتكار الزراعة
تواجه دول آسيا الوسطى أزمة مياه حادة، حيث تعاني المنطقة من مستويات عالية من "الإجهاد المائي"، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو). وتعتبر أوزبكستان وتركمانستان معرضة للخطر بشكل خاص، حيث تتجاوز معدلات استخدام المياه المتوسطات العالمية. وفي أوزبكستان وحدها، تمثل الزراعة أكثر من 90% من استهلاك المياه، مما يفرض ضغوطاً هائلة على موارد المياه المتضائلة.
ولمواجهة هذه الأزمة، شرعت أوزبكستان في رحلة تحويلية نحو الحفاظ على المياه. منذ عام 2019، تدعم الحكومة المزارعين بنشاط في اعتماد تقنيات توفير المياه. وقد أدى إدخال الري بالتنقيط، وأنظمة الرش، ومعدات التسوية بالليزر إلى توفير كبير في المياه وزيادة الإنتاجية. على سبيل المثال، أدى استخدام الري بالتنقيط إلى توفير ما يصل إلى 60% في استهلاك المياه مع زيادة إنتاج القطن بمقدار 10-15 قنطار للهكتار الواحد.
وقد شهد المزارعون مثل يولدوش حسنوف من مقاطعة سورخانداريا عن كثب فوائد هذه التقنيات. ومن خلال تنفيذ نظام الري بالتنقيط، حققت مجموعة حسنوف وفورات ملحوظة في المياه وضاعفت إنتاجية القطن. على الرغم من التحديات الأولية، بما في ذلك التكلفة العالية للمعدات والصيانة، لا يزال حسنوف متفائلاً بشأن الفوائد طويلة المدى من اعتماد ممارسات توفير المياه.
ومع ذلك، فإن اعتماد هذه التقنيات على نطاق واسع يواجه عقبات، بما في ذلك ارتفاع تكاليف التنفيذ والحاجة إلى الخبرة الفنية. ويتردد العديد من المزارعين، الذين اعتادوا على الأساليب التقليدية، في الاستثمار في أنظمة الري الجديدة بسبب المخاوف بشأن الربحية وسداد القروض. ومع ذلك، يؤكد الخبراء على أهمية التخطيط طويل المدى والدعم الحكومي للتغلب على هذه التحديات.
واستجابة للحاجة الملحة للحفاظ على المياه، اتخذت حكومة أوزبكستان تدابير لتعزيز استخدام تكنولوجيات توفير المياه وتعزيز ثقافة الإدارة المسؤولة للمياه. ومن خلال الإعانات والإعفاءات الضريبية وحملات التوعية، تهدف البلاد إلى إحداث ثورة في قطاعها الزراعي وضمان الاستخدام المستدام للمياه للأجيال القادمة.
يقف القطاع الزراعي في آسيا الوسطى عند منعطف حرج، حيث يواجه التحديات المزدوجة المتمثلة في ندرة المياه وتغير المناخ. إن اعتماد تقنيات توفير المياه يقدم بصيصاً من الأمل، ويَعِد بالتخفيف من تأثير الإجهاد المائي مع تعزيز الإنتاجية الزراعية. ومن خلال الاستثمار في الإبداع، وتعزيز الشراكات، وإعطاء الأولوية للممارسات المستدامة، تستطيع دول آسيا الوسطى التغلب على أزمة المياه وبناء مستقبل زراعي قادر على الصمود.