#الزراعة #الاستدامة #تغير المناخ #دعم الأسمدة #إنتاج المحاصيل #المغرب الزراعة #دعم المزارعين #ندرة المياه #الابتكار في الزراعة
في المناطق القاحلة في الرباط سلا القنيطرة بالمغرب، أطلقت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية الريفية والمياه والغابات مبادرة رائدة لبيع الأسمدة النيتروجينية المدعومة. وتهدف هذه الخطوة، التي تندرج في إطار البرنامج الوطني 2023 للتخفيف من آثار نقص الأمطار، إلى التخفيف من آثار الجفاف وإعادة التوازن في سلاسل الإنتاج الزراعي. يتطرق هذا المقال إلى تفاصيل هذه المبادرة وتأثيرها على المزارعين، ويستكشف الاستراتيجيات المبتكرة المستخدمة لتعزيز إنتاجية المحاصيل في مواجهة تحديات ندرة المياه.
في الآونة الأخيرة، واجه القطاع الزراعي في المغرب، مثل العديد من القطاعات الأخرى على مستوى العالم، الآثار السلبية لتغير المناخ، والتي تتجلى بشكل بارز في قضايا ندرة المياه. واستجابة لهذه التحديات، أطلقت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات برنامجا محوريا في جهة الرباط سلا القنيطرة. ويركز البرنامج على بيع الأسمدة النيتروجينية المدعومة، بهدف تعزيز الإنتاجية الزراعية على الرغم من القيود التي يفرضها عدم كفاية هطول الأمطار.
دعم الأسمدة: تمكين المزارعين
وتحت قيادة منطقة التنمية الفلاحية بسيدي علال التازي، وهي أحد أقسام المكتب الجهوي للاستثمار الزراعي بالرباط سلا القنيطرة، تم توفير الأسمدة النيتروجينية المدعومة للمزارعين المحليين. وتشمل المبادرة دعم الأسمدة الأساسية مثل نترات الأمونيوم واليوريا وكبريتات الأمونيا، مع دعم يتراوح بين 21% إلى 46% على أساس نوع الأسمدة.
وأكد هشام نيام رئيس دائرة التنمية الفلاحية بسيدي علال التازي، على أهمية هذا الدعم. وأوضح نيام أن "أسعار الأسمدة المدعومة محددة بنسبة 50% أقل من أسعار السوق". وسعر نترات الأمونيوم بـ 240 درهماً مغربياً للقنطار، واليوريا بـ 330 درهماً، وكبريتات الأمونيا بـ 150 درهماً للقنطار.
دعم البذور للخضروات الرئيسية
بالإضافة إلى ذلك، يقدم البرنامج دعمه لبذور الخضروات الحيوية. وتحظى بذور البطاطس، سواء المعتمدة أو العادية، بدعم كبير، حيث تدر البذور المعتمدة 15,000 درهم مغربي للهكتار الواحد مقارنة بـ 8,000 درهم للبذور التقليدية. المساعدة لا تتوقف هنا؛ ويحظى البصل، والطماطم، والجزر، والقرع، والفاصوليا، ومختلف المحاصيل الأخرى بالدعم في إطار هذه المبادرة، مما يضمن مشهدًا زراعيًا متنوعًا ومستدامًا.
تمكين المزارعين، وضمان الاستقرار
تثبت هذه المبادرة أنها ستغير قواعد اللعبة بالنسبة للمزارعين المحليين، حيث تعمل على استقرار مساعيهم الزراعية وسط أنماط مناخية غير متوقعة. وأكد عزوز، أحد المزارعين المحليين المستفيدين من هذا الدعم، أهميته في استقرار أسعار الخضار. واعترف بالتأثير الهائل الذي خلفته ندرة هطول الأمطار في العام الماضي على المزارعين والمستهلكين على حد سواء.
ومع تخطيط جهة الرباط سلا القنيطرة لتوسيع برنامجها للخضار ليشمل 58,000 ألف هكتار، أي بزيادة قدرها 23% مقارنة بالموسم السابق، تضمن المبادرة إمدادا مستمرا بالمنتجات طوال العام، مما يعزز استقرار السوق وتوازن الأسعار.
وفي مواجهة ندرة المياه الناجمة عن تغير المناخ، فإن مثل هذه المبادرات تمثل منارة أمل للمزارعين. ومن خلال توفير الدعم المالي، والمساعدات التكنولوجية، وتوجيهات الخبراء، تستطيع الحكومات تمكين المجتمعات الزراعية من الازدهار حتى في ظل الظروف الصعبة. ويجسد برنامج الرباط سلا القنيطرة إمكانات التدخلات الاستراتيجية، ويقدم مخططًا للزراعة المستدامة في المستقبل.